عندما كنا صغارًا

‏عندما كنا صغارًا كنا لانستطيع الجلوس أبدًا، ثم أشتدت عظامنا وأصبحنا نقوى على الجلوس قليلا ونسقط أحيانًا ، أشتدت العظام أكثر فأصبحنا نستطيع الزحف كيف كنا نقف؟ كنا نتكئ على الآرائك والطاولات كنا نحاول أن نمشي ونركض ونحاول الوقوف دائما ⁧‫،
‏هأنت منذ صغرك تكافح وتعمل بجد وهأنت تستطيع الركض أيضًا .. كنا لا نستطيع القراءة جيدًا ،نتهجئ الحروف حرفًا تلو الآخر بصعوبة إلى أن أصبحنا نقرأ بطريقة جيدة ونكتب ونتحدث ⁧،
‏التقدم كان يتبعنا منذ كنا صغارًا ،إذًا لماذا اليأس ؟ ببساطة :لأننا حين كنا صغارًا لا نعرف الفشل ولا نعرف اليأس كن قويًا تجاه أحلامك أن تنكسر وتنهزم وتسقط يومًا ما هذا لا يعني أنك فاشل ،ولا يعني أنك لن تنهض مجددًا .. ⁧‫

 

 

 

أثير العمري

insta:trip_with_a_book
Snap:girl-book

عن الكبار الذين لا يفهمون القراءة

إلى طفل أوحد كنته وإلى أطفال كثر لم أكنهم.

إلينا نحن الذين نشابه بعضنا ولا نتشابه.

كم سخرت كتبُ والدي التي كانت في الرفوف العليا من المكتبة من قفزاتي المتكررة الآملة في الوصول إلى كتابٍ واحد ، حتى أقلب عابثة صفحاته ، أمزّق بعضها وأحاول سبر أغوار البعض الآخر، حتى ألوك الكلمات الشهية وأتذوّق عصارة فكر أو عاطفة كاتبٍ ما أو أحاول بعجب في نفسي فكّ رموز الأسطر الماثلة أمامي بأول الأحرف التي أتقنت لفظها “ب ب، م م، ت ت”

فأختزل كلّ الجهد المبذول لمؤلفٍ ما بأحرفي البسيطة وأشعر بالانتصار.

ولكن يا للأسف كنتُ أقصر من أن أطال كلّ ذلك المجد وكان أبي أحرص من أن يفرّط بكنزه الخاص وكتبه الثمينة ويجعلها في متناولِ طفلِة مشاغبة مثلي لا تقدّر قيمة الكتاب وتحاولُ عبثًافهم العالم حولها ببعض محاولاتٍ ساذجة..

أمّا أنتَ فقد كانت قصتك مختلفة لكنها مُحبطة هي الأخرى ، فعلى العكس مني، كم حاولَ والداك أن يدسّا وجهك بين دفتيّ كتاب، في كل فرصة تسنت لهما.

–         تريد أن تخلد إلى النوم ؟ اصطحب كتابًا معك وسيكون خير أهزوجة تغفو على إيقاعها.

–         مللتَ من مشاهدة التلفاز ؟ اقرأ كتابًا فهذا أنفع لكَ حتى تزداد ثقافتك وتتسع آفاق معرفتك وتُثري مخيلتك.

–         تُريد أن تلعب مع الرّفاق ؟ حسنًا ولكن انتهي من وردك اليوميّ في القراءة وستكون مكافأتك، قضاء وقتٍ أطول معهم.

–         – حان موعد الرحلة الأسبوعية للعائلة ؟ لا تنسى أن تأخذ كتابك حتى تستثمر وقتك إلى حين الوصول إلى الوجهة المحددة.

وهكذا تضيق أنفاسكّ كلما رأيتَ كتابًا ما، فتختنق بتوجيهات الضرورة والوجوب والإلزام،  وتضيع رغمًا عنك، الحياة التي أردت أن تعيشها طفلاً، طفلاً يُمارس الحياة دون أن يشعر بأنّ هناك ثمنٌ مقدمٌ أو موخرٌ يشق عليه ويجب دفعه.

مهلاً وأنتَ قبل أن تهرب دعنا نتحدّث قليلاً عن مأساتك، أنت الذي تعتبر القراءة فعل مقاومة لكل عوارض الحياة، تقاوم الملل بالقراءة، تقاوم الحزن بالقراءة، تقاوم العجز بالقراءة، تقاوم الوحدة بالقراءة، تقاوم الخوف بالقراءة،  فالقراءة توفّر لك منافذ الهرب الممكنة من الحياة وإليها.

ثمّ تضطر لسماع تعليقاتٍ قاسية من الكبار، من قبيل : أنت تُنهك نفسك بالقراءة ، تضعف نظرك وتخفض مستويات صحتك، وتقلّص دائرة علاقاتك الاجتماعية وتجنح للعزلة، ويتراجع مستواك الدراسي. إذن عليك الآن أن تتوقف!

نعم تتوقف عن القراءة.

يصدرون قرارهم ويذهبون ، دون أن يتريثوا ليفهموا أنهم بهذا يصادرون حقك في المقاومة، أنهم من ينهكك الآن فعلاً ويجرّدك من سلاح مقاومتك الوحيد.

فكيف ستقاوم مأساتك الآن ؟

إلى الكبار الذين لا يقدّرون محاولات طفلٍ يريد أن يقرأ أو يرفض ذلك

إليهم هم الذين يشابهون بعضهم ويتشابهون في قسوتهم حينما لا يفهمون المغزى وراء هذا المقطع لدانيال بناك من كتابه “متعة القراءة”

” لا يتحمّل فعل – قرأ – صيغة الأمر. وهو اشمئزاز تشاطره إيّاه عدّة أفعال أخرى، كفعل “أَحَبَّ” …. وفعل “حَلَمَ” طبعًا تبقى المحاولة ممكنة، هيّا لنحاول

(أحبّنِي ، اِحلَم ، اقرَأ)!”

ليكرر الكبار الذين أقصدهم ذلك المقطع أكثر من مرة، حتى يشعروا تحديدًا بما تخلّفه قسوتهم على الأطفال حين يستخدمون فعل “القراءة” بصيغة الأمر ونهيه.

قساةٌ أنتم إذ تصادرون حقّ الأطفال حين تقفون عائقًا بينهم وبين كلّ ما يحاولون الوصول إليه، حتى يلمسوه ويتحسسوه، ويشتمّوه،ويتذوقوه، ككل شيء حولهم، كالكتبِ مثلاً في محاولةٍ ربما تكون ساذجة وعابثة لكنها بالتأكيد ستساعدهم في فهم جزءٍ من العالم وربما قد تؤسس لعلاقة وطيدة بينهم وبين المكتبة في يومٍ ما.

قساةٌ أنتم حين تحاولون جبرًا خلق علاقة ما بين الأطفال والكتب من باب الثقافة والمعرفة و دعاوى أخرى واهية لا يستطيعون فهمها ولا الإيمان بها وكل ما يعرفونه أنّها تقيّدهم وتختزل كل الحياة التي يتشوقون لخوضها بين دفتيّ كتابٍ هزيلٍ يقتطع من أعمارهم ، ولا يستوعب أحلامهم، فإنّ لمّ تكن المتعة بمختلف ضروبها هي الباب الأوّل الذي يدلفون منه إلى القراءة وعالم الكتب، فقد يكون عمر العلاقة التي تؤسسون لها قصير وقلما يثمر.

قساةٌ أنتم، حين تحمّلون فعل القراءة أوزاركم ، فالأطفالُ الذين يتعاملون مع الكتاب كصديق يدفع عنهم كلّ مالا يطيقونه من عوارض الحياة، منكم أنتم في بعض الأحيان، يضعفون، يتهاوون ويسقطون إذا ما جُرّدوا من سلاحهم الوحيد، فهل تزيدون على أوزاركم وزرَ طفلٍ يحيا ليقرأ، ويقرأ ليحيا.

ملاحظة : كتاب متعة القراءة لدانيال بِناك كتاب شيّق وسهل لا يتجاوز 158 صفحة يتحدث عن الفعل القرائي وطرق ممارسته تارة وطرق الحد منه تارة أخرى وعن حقوق القارئ المتاحة لهدائمًا،ويتنوّع سرده ما بين القصص والمقالات القصيرة.

تحياتي : أصالة كنبيجه

تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى
Instagram: @Rahaf94

 

 

المحطة الاخيرة

ها نحن الآن في محطتنا الأخيرة في رحلتنا عبر بحور الأدب، أبحرنا معكم عبر ثمانية بحور ابتداءً من العصر الجاهلي وحتى الأدب السعودي، رست سفينتنا خلال الرحلة في محطات شتّى استذكرنا فيها شعراءنا وتراثنا وأصول ثقافتنا ومنابع الأدب الممتد إلى عصرنا هذا.
نأمل أن نكون قد نقلنا لكم لمحة بسيطة من أدبنا العريق وهذبنا أنفسكم بقراءة أعذب الكلام في الأدب وفروعه وأمتعناكم كل سبت بمقالاتنا المتنوعة.
ومن هذا المنبر ندعوكم للعودة إلى لغتنا العربية الأصيلة الزاخرة بالمعاني الجميلة الآسرة للقلوب والأذهان، لغتنا الأصيلة، الضاد التي ليس لها مثيل، لغتنا الأم واللبنة الأولى لعلومٍ شتى.
أخيرًا أسعدتنا متابعتكم لسلستنا الثانية (الأدب عبر الزمن) وانتظرونا في مقالات قادمة ممتعة وشيقة وسلسة قادمة قريبًا بإذن الله كونوا بالقرب.

 

نداء خان
Twitter: @niida_naz
تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى
Instagram: @Rahaf94

أوهام النخبة

أحدّثكم اليوم عن قراءتي لكتاب (أوهام النخبة، أو نقد المثقف) لكاتبه الدكتور علي حرب.

تناول الكتاب العديد من الأفكار والمحاور أذكر منها على سبيل المثال هنا:

فكرته الرئيسة القائمة على نقد دور المثقف الفاقد لفاعليته اليوم بكونه قائد دفّة التغيير وراسم أحلام المجتمعات للنهضة والتقدم لأنّه وصل لمرحلة من التنظير تعالى فيها عن الحقيقة وواقع المجتمعات الفعلي فتراجع دوره ولم تؤتِ دعواه وشعاراته ثمارها المرجوة.

ويعزو هذه الحالة من انحسار الفاعلية أو عدم الوصول للنتائج والغايات المرجوة لمجموعة من الأوهام التي تملأ عقول المثقفين عن أنفسهم على نحوٍ جعلهم يظنون أنهم المنقذون المنتظرون الذين يقدمون أفكارًا وقراءاتِ يقينية للواقع غير قابلة للنقد أو الرفض أوالتأويل، بدعوى أنّهم نخبة المجتمع وطليعة الجماهير.

وهذه الأوهام هي خمسة أوهام كما ذكرها الدكتور علي حرب (وهم النخبة، وهم الحرية، وهم الهوية، وهم المطابقة، وهم الحداثة) ولا يسعني المجال هنا للتفصيل فيها حيث أنني أذكر المضمون إجمالًا، ويمكن الرجوع إلى مقالات الدكتور عبر الشبكة العنكبوتية أو إلى نفس الكتاب للاطلاع على تفصيلاتها.

وأنا هنا لم أوافق الكاتب ولم أعارضه في جملة ما ذكره بقدر ما اعتبرتُ هذه التجربة القرائية إحدى العتبات في سبيل الارتقاء بفهمي لرؤى المفكرين والمثقفين في فهمهم للأوضاع المجتمعية وقراءتهم لها وطريقة تعاملهم معها على مستوى أطروحاتهم ونتاجاتهم.

ومع ذلك يستحق هذا الكتاب إشادتي بثراء مضمونه ومنطق تحليله وتميّز منهجيّة طرحه، حيث أن أكثر ما يهمني عند قراءتي في مجال الثقافة والفكر هو التقائي بكتبٍ تنير لي مناطق جديدة لم أتطرق إليها لا بتجربة قرائية أو حياتية سابقة ولا بالتفكير أو التأمّل، أو التقائي بكتبِ تقدّم لي منهجية تفكيرٍ مختلفة في تعاملي مع الأفكار والآخرين ومعطيات الحياة عمومًا.

وقد وجدت كلتي ضالتيّ في هذا الكتاب وخاصة منهجية التفكير التي دعا إليها تحت مفهوم نقد الذات أو الثورة الفكريّة، حيث أننا كثيرًا ما نتعامل مع نقد الذات على مستوى نقاط قوتنا وضعفنا في مهاراتنا وإمكانياتنا فحسب، فوجدتُ الدكتور علي هنا يؤكد على نقد الذات من منطلق الثورة الفكرية فيعبّر عنهابكونها ثورة الفكر على ذاته.

ويقول: الإنسان يغيّر أفكاره فيما هو يصنع العالم، ويعدّل مقاصده فيما هو يسعى نحو أهدافه، ويخرج على خططه فيما هو يعمل على تنفيذها. من هنا لا أفكار موضوعية مطابقة ولا نظريات تطبيقية جاهزة. ثمةشيء يختلف عن ذاته باستمرار، باختلاف أنظمة العلاقات ومنظومة التواصل، أو باختلاف المعالجات الفكريّة والممارسات الميدانية.

قرأتُ المقطع السابق تحديدًا بأكثر من وجه، وجه أطللت منه على مقصوده فيما يتمّ معنى قضايا الكتاب وأفكاره و وجهٌ آخر أطلّ منه على حياتي وتجربتي الشخصية.

فأنا شخصية دائمة الثورة على أفكارها ولكني أسمّي هذه الحالة بالعادة “فوضى الأفكار” حيث أني بعد مرور فترات معينة في حياتي ومع تراكم المواقف والتجارب الحياتية واتساع نطاق علاقاتي أجد أني في حاجة ملحّة لأثور على بعض القناعات وأعيد تشكيل بنيتي الفكرية مع ثبات مبادئي وقيمي بالطبع ولكن في ذات الحين أحاول استيعاب التغيّر المستمر للظروف وللشخصيات والعلاقات والمواقف من حولي، من خلال نقدي لتعاملي مع كلٍ منها بدءًا فيما أعتقده تجاهها مرورًا بما حدث فعلاً وانتهاءً فيما يجب أن تكون عليه شكل قناعاتي بعد هذه الثورة تأكيدًا أو تغييرًا أو تعديلاً و تهذيبًا، والحقيقة أنّ هذه الفترة تعيث بسلامي مع نفسي فسادًا كثيرًا، لكني أخرج منها بنضجٍ أكثر و وعيٍ أعمق وتقبلٍ أكبر لتلك الظروف واختلاف العلاقات وتنوّع الشخصيّات حولي، مما يحسّن أدائي في تجاربي وتفاعلي مع علاقاتي استنادًا على ما ألحظه من نتائج فيما بعد.

وأخيرًا أقول بأنني خرجت من تجربتي القرائية لأوهام النخبة وأنا شبه مطمئنة إلى علاقتي النقدية مع ذاتي وثورة الأفكار التي تجتاحني من فترة إلى أخرى لأعلن فيها حاجتي إلى تجديد بعض مفاهيمي أو معالجة بعض قناعاتي ومنطلقاتي الفكريّة وكما أقول دائمًا أنّ كل تجربة مهما اختلف مجالها هي بالضرورة فرصة مواتية للنمو وها هي إحدى تجاربي القرائية تؤكد لي على ذلك.

تحياتي : أصالة كنبيجه

تويتر : A9o0L

 

تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى

Insta: rahaf94

الأدب السعودي

تحدثنا في المقال السابق عن الأدب الحديث وقد درست في تخصصي أن الأدب الحديث و الأدب السعودي كليهما جزء من بعضهما.
 يقول الباحثين أن الأدب السعودي بدأ متزامنا مع دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومتزامننا مع تأسيس الدولة السعودية الأولى انطلق الأدب السعودي مناصرًا للدعوة محافظًا على العادات و التقاليد الأدبية 
كما يقول بعض المؤرخين أن الأدب السعودي بدأ بداية حقيقية عند بدء الثورة العربية في الحجاز عام ١٣٣٤
كما إن وحدة البلاد السعودية تعد نقطة انطلاق ليس للأدب والثقافة فحسب وإنما لمفهومٍ جديد حول المجتمع السعودي. 
درست في الأدب السعودي أن الصحافة قد كان لها دورًا فعالا في نهضة الأدب في المملكة  فالصحف كانت تنشر مقالات وآراء الكتاب،وكان لتواصل الأدباء السعوديين بغيرهم من أدباء العرب تأثيرا على الأدب السعودي في تبادل الثقافات واكتشاف الأساليب، وجوهر الأدب السعودي يكمن في تعبير بعضه عن الواقع الذي نعيشه.
 
 
ختامًا :إن كل ماقدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله  من نهضة تعليمية ووعي إعلامي أدى إلى نهوض وتطور كبير في الأدب السعودي …
بقلم: أثير العمري
insta:trip_with_a_book
Snap:girl-book

تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى

Insta: rahaf94

الأدب الحديث

مرّ الشعر العربي بحالة من الضعف والانفصال عن الإنجازات الشعرية في العصور الأدبية (الجاهلي و الأموي و العباسي). و قد كانت حالة الضعف نتاجًا لتراكمات من الانحدار الثقافي بسبب التصدع السياسي الذي أصاب الأمة و مزق وحدتها.

و من أبرز أسباب هذا الانحدار الثقافي هو انقطاع الصلة بين الحكام و الشعراء و انصراف العامة عن الشعر لصالح الفنون السردية و كذلك لانعدام المواهب الشعرية.

و في القرن الثامن عشر الميلادي استشعر مجموعة من المصلحين ضرورة إنقاذ الأمة و أبرزهم حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من الجانب الديني، و كذلك كانت هناك عدة عوامل ساعدت على النهوض الفكري و الأدبي أيضًا من ضمنها البعثات والصحافة والتعليم.

و من ناحية النهضة الشعرية، ظهر بعض الشعراء يمثلون مرحلة انتقالية بين ضعف الشعر و بداية تعافيه فتخلصوا من الموضوعات الرديئة.

بدأت النهضة مع بداية إسهامات المدارس الشعرية كمدرسة البعث و الإحياء و التي كان من أعلامها الشاعر محمود سامي البارودي و أحمد شوقي ومدرسة الهجر وحركة الشعر الحر.

و يقتصر حديثنا عن الأدب الحديث على:

١- الرواية: و هي وصف نثري طويل يقوم على ركيزتين أساسيتين، الوصف و السرد. و تكون موضوعاتها مطلقة وتتعدد أنواعها بين الخيال العلمي و التاريخي و الجانب النفسي و الرومانسي.

٢- القصة القصيرة: النزعة الرومانسية و خاصة في بداية الكتابة القصصية، و استلهام التراث وتوظيف الأسطورة و الحكاية الشعبية هي سمة القصة القصيرة.

و المسرح العربي جذوره في التراث أضعف من أن يقتفى أثرها و من المؤكد أن العرب لم يعرفوا المسرح لضيق خيالهم و لكن ربما كانت الإشكالية مع فكرة التجسيد.

و في الثلاثينيات تحدد هوية المسرح العربي إلى المسرح النثري و هو القائم على القضايا ذات الطابع الاجتماعي و السياسي و الفلسفي والمسرح النثري الذي يقوم على معمار شعري مختلف التجارب.

 

المصدر: الأدب العربي الحديث نشأته وتطوره – حسن محمد النعمي

 

تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى

Insta: rahaf94

 

بعيدًا خلف زنزانة

بعيدًا خلف زنزانة

 

كانت إحدى أهم وأمتع تجاربي الشخصية تجربة ذهابي إلى سجن النساء العام خلال الفصل الدراسي المنصرم لحضور حفل ختام زميلاتي الأخصائيات الاجتماعيات المتدربات فيه ،  دخلتُ إليهِ وأنا مذهولةُ منه ، أتحسس المكان بفكري جيدًا ، أتمعن فيه وأحاول المقاربة بين الصور التي ارتسمت في مخيلتي  إثر قراءاتي في أدب السجون تارة وتارة أخرى إثر ما شاهدته في بعض المسلسلات التلفزيونية ، وأتسآل أي الصور أصدق وأكثر واقعية ؟ ما الفوارق ؟

بحثتُ عن الإنسان المسلوخ عن إنسانيته ، الإنسان الذي يُعامل كرقم ، زيادته بلاء ونقصانه خيرة ونعماء ، بحثتُ عنه هو المغتال في كرامته حدّ أنّ الترف الوحيد الذي يطاله هو الاعتراف بوجوده كرقمِ فقط ، هو ليس ابن أمه أو أبيه هو ليس ما كانه أو يكونه هو الرقم 1 أو 2 ، أو 3 حسب وقتِ وصوله إلى رحاب السجنِ.

بحثتُ أولاً عن قصة تشبه قصة عزيز الذي حكى عنه الطاهر بنجلّون في رواية تلك العتمة الباهرة أحد المعتقلين في سجن تزمامارت.

قصة تشبه  قصته وقصص زملائه المعتقلين الذين كانوا يتساقطون واحدًا تلوَ الآخرِ من فرط الطعنات المتوالية على حقهم في الحياة ، بدءًا بالزنزانات الصغيرة التي يبلغ طولها 3 أمتار وعرضها مترٌ ونصف لها سقفٌ منخفض يتراوح ارتفاعه بين مثة وخمسين ومئة وستين سنتميترًا حيث لم يستطع عزيز حتى أن يقف فيه وفي أحد زوايا الزنزانة كانت حفرة التبوّل والتبرز – أكرمكم الله –  يقول عنها في الرواية ”

كانت جزءًا من أجسادنا ، والأفضل أن نسارع إلى نسيان وجودها ، لكي نكف عن اشتمام روائح البراز والبول ، لكي نتوقف عن الشمّ إطلاقًا . ولكي نفعل لا ينبغي أن نسدّ أنوفنا . لا ، إطلاقًا بل ينبغي أن ندع أنوفنا مفتوحة ونتوقف عن الشم ”

وفي مقطعٍ آخر ” كان كل شيء محسوبًا بدقة ، إذ يحق لكلٍ منّا خمسة ليترات من الماء يوميًا.

من أوحى إليهم بهذا الرقم ؟ الأرجح أن أطباء قد أشاروا عليهم بذلك.وبأية حال ـ لم يكن الماء صالحًا للشربِ تمامًا. كنتُ أملك كرازًا من البلاستيك أسكب فيه الماء وأدعه يومًا كاملاً ليرسب وقد تجمعت في قعر الكراز طبقة من الوحل والقذارات.

توقفتُ أفكر في هذا المقطع محاولة استيعاب شناعة مكانٍ كهذا ، محاولة فهم سيكولوجية حرّاس المكان والقائمين عليه ، ففشلت.

وفي حين نقم عزيز على الظلام قائلاً في رواية تلك العتمة الباهرة ” هناك أنماط للصمت في السجن وذكر منها الصمت الأشد قسوة والأشدّ وطأة ، كان صمتُ النور. صمتٌ نافذٌ ومتعدد.لحظات صمت النور ، غيابه المتمادي الذي لا ينتهي”

إذ يمجّد ظلام الليل في مكانٍ وزمانٍ مختلفين الدكتور أيمن العتّوم في تجربة سجنه التي حكاها في رواية ( يا صاحبيّ السجن) قائلاً “في الليل كنتُ أرى الأشياء بوضوحٍ أكثر، حرصتُ أن أعاين ذاتي في عتمة الليل؛ لأنها تتبدّى هناك جليّة بمراحل قياسًا على ما عداه… ، في الليل استعضتُ عن البصر بالبصيرة لأتلمس الدرب ، وحدها البصيرة لا تكذب … فعندما تنظر بعيون القلب ترى الأشياء على حقيقتها ”

أقفُ هنا أيضًا وأمعن في فهم العلاقة بين الليل والسجن والعزلة والصمت وبين هذا الاستجلاء والوضوح الكامل في الاستماع إلى الذات وفهمها ، أتذكر بعض اللحظات التي أمرّ فيها فأفكر مليًا بإمكانية الهرب إلى مكانٍ بعيد ، بعيدًا عن الناس وأصواتهم قريبًا جدًا مني في حضرة الصمت والعزلة.

ومع استحالة فكرة كهذه أقارب أكثر بين هذه الفكرة والحال التي أكون عليها في بعض أوقات عزلتي البسيطة ، فأفهمُ إلى أي مدى يمنحنا البعدُ عن الآخرين – حين تستوجب الضرورة أو نستجلبها – صفاءً نرى من خلاله أنفسنا بجلاء ونسمع صوتها الضائع في حضرة صخبهم بوضوح ، أفهم إلى مدى تمنحنا العزلة فرص الإصلاحِ والتشذيب لذواتنا وتطهير ما علق فيها من شوائب في غمرة وجودنا المستغرق مع الآخرين حولنا. أفهمُ أنّ السجين يمتلكِ ميزة يفتقدها الكثيرون ، فيكررون أخطاءهم ويقفون مكانهم ويجترون أفكارهم الباليّة بتكرار مشين.

أخيرًا لم يشبه السجن الذي زرته أيًا من تلك الصور لم يشبه سجن تلك العتمة الباهرة ولا سجن يا صاحبي السجن ، لكنه كان حقيقيًا و واقعيًا مثلهم ، وجدتُ فيه الإنسان المفجوع بنفسهِ أحيانًا والموجوع منها في أحايين أخرى ، وجدتُه هو الذي يمعن أخوه الإنسان في نكئ جرحه مرارًا وتكرارًا ، إن لم يكن داخل السجن ، فخارجه ، أينا يقدر أن يمنح السجين بعد خروجه من السجن فرصة ميلادٍ ثانية لولوجه إلى الحياة من جديد دون أن يقصيه عنها ؟ أينا يستطيع أن يمنحه فرصة أن يكون مرة أخرى ، جاره أو أخوه أو أبوه أو عمه أو خاله أو أمه أو …   ؟ فرصة نقية خالصة لا تشوبها حتّى شائبة نظرات الريبة والإزدراء. في ماذا تفوقنا عليهم نحن الممتلؤون بالأخطاء الظاهر منها و الباطن ؟

في ماذا تفوّقنا عليهم إن كان البعض منهم أخطأ في حق العباد مرة ويخطئ البعض منّا في حقّ ربّ العباد مئات المرات ؟ بقدر صدق المرآة التي تعكس لنا عيوبنا وأخطاءنا دون تهوينٍ أو تأويل ، نكون أقدر على العفو والصفح والغفران ، هذا ما أعتقده.

أختم بلسان السجين المرحوم رفيق عزيز في تلك العتمة الباهرة الذي قال قبل وفاته في إحدى لحظات عبوديته الخالصة لله ” أنا موجود لأصلّي لا لأُدين البشر ”

 

تحياتي : أصالة كنبيجه

@A9o0L تويتر

 

 

الأدب العربي في العصر العثماني

يطلق الأدباء على فتره حكم العثمانيين اسم عصر الانحطاط أو الاجترار في الأدب، ويبدأ هذا العصر العثماني من سقوط دولة المماليك 923هـ وينتهي باستيلاء نابليون على مصر عام 1213هـ.

واتسم المجتمع في تلك العصور بالقلق وعدم الاستقرار والتدهور في مختلف نواحي الحياة، حيث اهتزت الأخلاق وخمدت الحمية وضعف سلطان الدين في نفوس المسلمين حتى اتصف الأدب في هذه الفترة بالانحطاط والتراجع دون الالتفات إلى دوره الفاعل في الحياة الثقافية والاجتماعية والحضارية.

وكان الشعر أكثر الأنواع الأدبية تراجعًا؛ إذ ماتت فيه الروح الشعرية حتى أصبح أقرب إلى النظم وأداة الشعراء لقتل الوقت، وكان التقليد هو السمة الأساسية في تلك الفترة فلم يكن الشاعر يرتجي تطويرًا لفنه بقدر ما يرتجي العطاء، وقد يرفض الاكتفاء باستحسان الممدوح دون عطاء كما في البيت التالي :

كلما قلت قال أحسنت قولا ***** وبأحسنت لا يباع الدقيق

وأيضًا كانوا يضيعون وقتهم في الألغاز والأحاجي كجعل البيت يُقرأ من اليمين ومن اليسار دون أن يختلف معناه، مثل

مودته تدوم لكل هول ***** وهل كل مودته تدوم

وعن النثر في ظل الحكم العثماني فقد تدنّى إلى درجة كبيرة؛ إذ صار الكتّاب عاجزين عن الإتيان برسالة يسيرة، ومن أظهر الأسباب التي أدت إلى ضعف الأدب النثري في العصر المملوكي والعثماني أن المماليك لم يكن لهم ميل إلى الأدب أو الحس اللغوي في تذوق الجمال، ويضاف إلى ذلك أم الأدب فقد جمهوره؛ حيث تحول الجمهور إلى الأدب الشعبي في مثل قصص سيف بن ذي يزن زيد الهلالي والزير سالم.

الخلاصة: رغم طول هذا العصر لم يكن إلا أضعف عصور الأدب العربي، من حيث تسلط فيه الخمول على العقول والتقليد على الابتكار، والصناعة على الطبيعة والابتذال على الأساليب الرفيعة.

 

أسماء سعيد

الأدب العربي في العصر العباسي

يعتبر العصر العباسي محطة مفصلية في تاريخ الأدب حيث ظهر التدوين ونشطت حركة الترجمة ماولد نوعا من الزخم الفكري والإبداعي لا من حيث الشعر أو النثر أو باقي الفنون الأدبية الأخرى، تطوّر الشعر تطّوراً واسعاً بسبب تغيّر الحياة وتنوّعها فاختلطت الثقافة العربية بغيرها من الثقافات، فقد تغيّر الشعر بطبيعة الحال تبعاً للتغيّر الذي طرأ على الحياة في العصر العباسي، فاتّسعت آفاق الشعراء، ونضج خيالهم، وتوسّعت موضوعاتهم وفنونهم الشعرية كأدب المقامة والذي كان من أهم رواده بديع الزمان الهمذاني 
انتشر الهجاء وانقسم في العصر العباسي إلى قسمين
 هجاء سياسي وهجاء شخصي 
وقد امتاز اللونان معاً بالسخرية الشديدة والإيذاء المؤلم. 
 ومن الهجاء العام قول دعبل الخُزاعي في هجاء المعتصم و الواثق:
خليفةٌ ماتَ لمْ يَحزنْ لهُ أحدُ 
و آخرٌ قامَ لمْ يفرح به أحدُ
فَمَرَّ هَذا وَمَرَّ الشُؤمُ يَتبَعُهُ 
وَقامَ هَذا فَقامَ الشُؤمُ وَالنَكَد
الرثاء:
أثرَّت الحضارة في شعر الرثاء فبعدَ أن كان الشعراء العرب ينظمون في البحو الطويلة صار شعراء العصر العباسي ينظمون في البحور الخفيفة. 
وقال أبو نواس في الخليفة محمد الامين :
طوى الموت مابيني وبين محمّد .. 
وليس لما تطوي المنية ناشر
الوصف 
في العصر العباسي و نظرًا للتطور الحضاري و النمو الاقتصادي فقد اتسع مجال الوصف و تنامي, وظهر بذلك اتجاهين في الوصف: الاتجاه القديم الذي امتدت له يد الحضارة بالتهذيب والتطوير . 
و الاتجاه الحديث المبتكر الذي كان نتاج التطور الحضاري و النماء الاقتصادي و شيوع الترف و البذخ.
ففي الاتجاه القديم وصف الشعراء الرحلة في الصحراء و الناقة و الفرس و الليل و النجوم و وصفوا الحروب. 
و إلى جانب هذا وصفوا المظاهر الحضارية كالجسور و الموائد و القصور و المآكل و المشارب.
يقول بن الفرج في وصف جسر نهر دجلة:
أيا حبذا جسراً على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسنٍ ورونق جمالٌ وفخر للعراق ونزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
الطرديات : و هي القصائد التي يكون موضوعها الصيد، وهو فن نشأ في العصر الجاهلي و ترعرع و نما في العصر العباسي.

الأدب في الأندلس

الأندلس جزء مهم من التاريخ العربي و الإسلامي، فقد كانت في زمن من الأزمان منبعًا للثقافة و الفنون و كان للأدب نصيب من هذه الهالة الأندلسية الباهرة.

الشعر في الأندلس:

كثر الشعراء في الأندلس كثرة مفرطة، “و ظل الشعر حيًا بل مزدهرًا في الأندلس حتى الأنفاس الأخيرة من حياة العرب هناك، و كأنه توأم روحهم، فكلما وُجدوا تغنوا بالشعر و صدحوا به معبرين عن مشاعرهم و وجدانهم، يشترك في ذلك علماؤهم من كل صنف و رجالهم و نساؤهم و شيوخهم و شبانهم، و مثقفوهم و عامتهم، حتى الأميون منهم و أصحاب الحرف كالخراز و الجزار”1، وقد نظم الأندلسيون الشعر في الأغراض التقليدية كالمديح و الغزل و الرثاء و الهجاء و الفخر.

الغزل:

شاع في الأندلس الغزل العذري الطاهر و من أشهر شعراء الغزل ابن زيدون و محبوبته ولّادة بنت المستكفي و من أروع قصائده الغزلية القصيدة التي يستهلها بقوله:

                          إنّي ذكرْتُكِ بالزّهراءِ مشتاقًا     والأفقُ طلقٌ ومرْأى الأرضِ قد راقَا

و هناك بعض الأغراض التي برزت بشكل واضح عند الأندلسيين عن غيرها أو استحدثوها على الأغراض التقليدية نذكر منها:

الموشحات:

استحدث هذا الفن في الأندلس في جو من الموسيقى و الغناء، أُخذ هذا الاسم من الوشاح الذي تتزين به المرأة. الموشحات تعرف على أنها كلام موزون ومنظوم يتكون في الغالب من ستة أقفال وخمسة أبيات، وهو ما يُطلق عليه اسم الموشح التامّ والذي يبدأ بالقفل، أو أحياناً يتكون من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويُسمى بالأقرع والذي يبدأ بالبيت، و تستخدم الموشحات لجميع اغراض الشعر التقليدية كالغزل و المديح و وصف الطبيعة و ما إلى ذلك، و من كبار الموشحين بالأندلس ابن عبادة القزاز و ابن بقى و ابن زهر.

الأزجال (الزجل):

هو “الفن الشعري العامي المقابل للموشحة”1 ظهر في الوقت الذي بدأت الموشحات تتجه إلى التعقيد و تبتعد عن البساطة و من أشهر الزجالين إمام الزجل الأندلسي ابن قزمان.

الشعر التعليمي:

رقي الحياة العقلية في الأندلس دفع الشعراء إلى استحداث الشعر التعليمي، و يراد بالشعر التعليمي الأراجيز و المنظومات التاريخية و العلمية، من الأراجيز التاريخية أرجوزة يحيى بن حكم الغزال في فتح الأندلس، وأرجوزة تمام بن عامر بن علقمة في فتح الأندلس وتسمية ولاتها والخلفاء فيها ووصف حروبها، و من الأراجيز العلمية أرجوزة الشاطبي، و أرجوزة القاسم بن فيّرة في القراءات بعنوان (حرز الأماني) وألفية ابن مالك في النحو.

شعر الطبيعة:

انتشر شعر الطبيعة في الاندلس لفتنتها و كثرة سهولها و وديانها و اراضيها الخصبة الخلابة التي سرقت ألباب الشعراء، و كثر في الاندلس الجمع بين الطبيعة و الغزل، و قد ألفت في الاندلس كتب و مؤلفات جمعت فيها اشعار الاندلسيين في وصفها منها (البديع في وصف الربيع).

شعر التصوف:

بدأ شعر التصوف في الأندلس كنوع من انواع الزهد، فيه يتحدث الشعراء عن الحب الإلهي و بعض الأفكار الفلسفية، و من أشهر شعراء هذا اللون ابن العريف و ابن العربي و الششتري.

شعر المدائح النبوية:

يتغنى فيه الشعراء بمدح الرسول ﷺ و الثناء عليه و ذكر خصائصه و شمائله في المناسبات و في أيام المولد النبوي خاصة.

شعر الاستنجاد و الاستصراخ:

و هو الشعر الذي نظمه الأندلسيون للدعوة إلى الجهاد و سجلوا فيه الأحداث التاريخية و النكبات التي أصابتهم و قد ظهر هذا النوع جليًا عندما انقسمت الأندلس الشامخة في عصر الدولة الأموية إلى دول و أمارات حيث فقدت الأندلس مدنًا مهمة كطليطلة و اشتد أيضًا عندما فقد الأندلسيون معظم البلاد عدا غرناطة و استمر هذا النوع إلى آخر الزمان العربي في الأندلس، و من أشهر من نظم الشعر في هذا اللون أبو البقاء الرندي.

 

النثر في الأندلس:

فن الرسائل:

كتب الأندلسيون الرسائل الديوانية (السلطانية) و هي الرسائل التي تصدر من ديوان الخليفة إلى ولاة الأقاليم أو قادة الجيوش أو الأعداء، فمن الرسائل الديوانية رسالة أبي حفص أحمد بن برد من كتاب ديوان الإنشاء في دولة العامريين وقد وجهها لقوم طلبوا الأمان من مولاه، وكتبوا أيضًا الرسائل الشخصية (الإخوانية) و هي التي تدور بين الأصدقاء و الإخوة للتهنئة و التعازي و غيرها و من أشهر الرسائل الإخوانية رسالتا ابن زيدون الهزلية والجدية.

المقامة:

دخلت المقامات الأندلس في أثناء الحركة الحياتية و الثقافية المتبادلة بين الأندلس و المغرب من جهة و المشرق من جهة أخرى.

أدب الرحلات:

تدوين الرحلات يكون تسجيلًا للذكريات الشخصية و رصدًا لرؤية الحياة من حوله و أول من يحكي من رحالة الأندلس يحيى بن حكم الغزال، و مما أثر في نشاط الرحلة في الأندلس السعي لأداء فريضة الحج و زيارة المسجد النبوي و اتساع رقعة الولاية الإسلامية، و أهم الرحلات الموثقة في العصر الأندلسي رحلة ابن جبير.

 

المصادر:

1- عصر الدول و الإمارات الأندلس – دكتور شوقي ضيف

2- الأدب الأندلسي – الدكتور محمد رضوان الداية

 

 

نداء خان

Twitter: @niida_naz

تدقيق لغوي: رهف حاج عيسى

Instagram: @Rahaf94