يعتبر العصر العباسي محطة مفصلية في تاريخ الأدب حيث ظهر التدوين ونشطت حركة الترجمة ماولد نوعا من الزخم الفكري والإبداعي لا من حيث الشعر أو النثر أو باقي الفنون الأدبية الأخرى، تطوّر الشعر تطّوراً واسعاً بسبب تغيّر الحياة وتنوّعها فاختلطت الثقافة العربية بغيرها من الثقافات، فقد تغيّر الشعر بطبيعة الحال تبعاً للتغيّر الذي طرأ على الحياة في العصر العباسي، فاتّسعت آفاق الشعراء، ونضج خيالهم، وتوسّعت موضوعاتهم وفنونهم الشعرية كأدب المقامة والذي كان من أهم رواده بديع الزمان الهمذاني 
انتشر الهجاء وانقسم في العصر العباسي إلى قسمين
 هجاء سياسي وهجاء شخصي 
وقد امتاز اللونان معاً بالسخرية الشديدة والإيذاء المؤلم. 
 ومن الهجاء العام قول دعبل الخُزاعي في هجاء المعتصم و الواثق:
خليفةٌ ماتَ لمْ يَحزنْ لهُ أحدُ 
و آخرٌ قامَ لمْ يفرح به أحدُ
فَمَرَّ هَذا وَمَرَّ الشُؤمُ يَتبَعُهُ 
وَقامَ هَذا فَقامَ الشُؤمُ وَالنَكَد
الرثاء:
أثرَّت الحضارة في شعر الرثاء فبعدَ أن كان الشعراء العرب ينظمون في البحو الطويلة صار شعراء العصر العباسي ينظمون في البحور الخفيفة. 
وقال أبو نواس في الخليفة محمد الامين :
طوى الموت مابيني وبين محمّد .. 
وليس لما تطوي المنية ناشر
الوصف 
في العصر العباسي و نظرًا للتطور الحضاري و النمو الاقتصادي فقد اتسع مجال الوصف و تنامي, وظهر بذلك اتجاهين في الوصف: الاتجاه القديم الذي امتدت له يد الحضارة بالتهذيب والتطوير . 
و الاتجاه الحديث المبتكر الذي كان نتاج التطور الحضاري و النماء الاقتصادي و شيوع الترف و البذخ.
ففي الاتجاه القديم وصف الشعراء الرحلة في الصحراء و الناقة و الفرس و الليل و النجوم و وصفوا الحروب. 
و إلى جانب هذا وصفوا المظاهر الحضارية كالجسور و الموائد و القصور و المآكل و المشارب.
يقول بن الفرج في وصف جسر نهر دجلة:
أيا حبذا جسراً على متن دجلة بإتقان تأسيس وحسنٍ ورونق جمالٌ وفخر للعراق ونزهة وسلوة من أضناه فرط التشوق
الطرديات : و هي القصائد التي يكون موضوعها الصيد، وهو فن نشأ في العصر الجاهلي و ترعرع و نما في العصر العباسي.

أضف تعليق