يطلق الأدباء على فتره حكم العثمانيين اسم عصر الانحطاط أو الاجترار في الأدب، ويبدأ هذا العصر العثماني من سقوط دولة المماليك 923هـ وينتهي باستيلاء نابليون على مصر عام 1213هـ.

واتسم المجتمع في تلك العصور بالقلق وعدم الاستقرار والتدهور في مختلف نواحي الحياة، حيث اهتزت الأخلاق وخمدت الحمية وضعف سلطان الدين في نفوس المسلمين حتى اتصف الأدب في هذه الفترة بالانحطاط والتراجع دون الالتفات إلى دوره الفاعل في الحياة الثقافية والاجتماعية والحضارية.

وكان الشعر أكثر الأنواع الأدبية تراجعًا؛ إذ ماتت فيه الروح الشعرية حتى أصبح أقرب إلى النظم وأداة الشعراء لقتل الوقت، وكان التقليد هو السمة الأساسية في تلك الفترة فلم يكن الشاعر يرتجي تطويرًا لفنه بقدر ما يرتجي العطاء، وقد يرفض الاكتفاء باستحسان الممدوح دون عطاء كما في البيت التالي :

كلما قلت قال أحسنت قولا ***** وبأحسنت لا يباع الدقيق

وأيضًا كانوا يضيعون وقتهم في الألغاز والأحاجي كجعل البيت يُقرأ من اليمين ومن اليسار دون أن يختلف معناه، مثل

مودته تدوم لكل هول ***** وهل كل مودته تدوم

وعن النثر في ظل الحكم العثماني فقد تدنّى إلى درجة كبيرة؛ إذ صار الكتّاب عاجزين عن الإتيان برسالة يسيرة، ومن أظهر الأسباب التي أدت إلى ضعف الأدب النثري في العصر المملوكي والعثماني أن المماليك لم يكن لهم ميل إلى الأدب أو الحس اللغوي في تذوق الجمال، ويضاف إلى ذلك أم الأدب فقد جمهوره؛ حيث تحول الجمهور إلى الأدب الشعبي في مثل قصص سيف بن ذي يزن زيد الهلالي والزير سالم.

الخلاصة: رغم طول هذا العصر لم يكن إلا أضعف عصور الأدب العربي، من حيث تسلط فيه الخمول على العقول والتقليد على الابتكار، والصناعة على الطبيعة والابتذال على الأساليب الرفيعة.

 

أسماء سعيد

أضف تعليق