الوعي الثقافي، لنقسمها إلى نصفين عدلاً، ولننظر إلى أبعاد كل منهما.
الوعي أولاً: وهو الفهم وسلامة الإدراك، وفي علم النفس هو الشعور بما في النفس وما يحيط بها، وكذا في الآداب إذ هو وصف المؤلف للحياة النفسية لشخصيات قصته بطريقة تقلّد حركة التفكير التلقائية التي لا تخضع لمنطق معين ولا لنظام تتابع خاص.
الوعي لا يقتصر على كونه وعي ذاتي أو ثقافي فقط، بل يمتد إلى القومية والسياسة والأخلاق ووعي الإنسان البيئي والكثير.
ثانيًا: وكما ذكرنا سابقًا في مقالة “دور الثقافة في بناء الحضارات” مفهوم الثقافة إذ أنها هي تركيب يشتمل على العقائد والعادات والمعرفة والفنون والأخلاق وغيرها من ما يكتسبه الفرد بوصفه جزءًا من المجتمع وفيه.
الثقافة هي عنصر أساسي في كُل المستويات سواءً كانت اجتماعية أو علمية أو فكرية، وبها يرتفع الفرد درجات.
ويرتبط الوعي بالثقافة ارتباطًا يحكمه الطبيعة الاجتماعية والعلمية والأخلاقية وكذلك الطبيعة الإبداعية للإنسان، فعلاقة الوعي بالثقافة تتطور مع تطور حياة الفرد اجتماعيًا بشكلٍ خاص، إذ أن تفاعل الفرد مع من حوله ومع ما يحيطه تكسبه الوعي بذاته ومع من يتعامل معه، وتكسبه التمييز والقدرة على اتخاذ القرارات ومعرفة سلوكيات العامة كانت أو الخاصة “ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم وإنّما وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم” ماركس.
وبالبحث الدائم عن كُل ما هو جديد في شتى المجالات، والاطلاع المستمر، وبالقراءة والأخذ بها تزداد مستويات ثقافة الفرد.
وبالوعي تتسع نظرة الفرد، والفرد الواعي لديه المعرفة القابلة للنمو والتطور دائمًا.
ولا نغفل عن غياب الوعي، إذ أن غياب الوعي ينتج عنه وقوع الاستبداد والتبعية العمياء والخضوع للتحديات المفروضة.
كاتبة المقالة: رازان احمد
تويتر: @Raz_an4
تدقيق نحوي و لغوي: هند الشهري
Hind.alshehrii@gmail.com
المراجع: معجم المعاني الجامع.